التجرد من الإنسانية
قال صلى الله عليه وسلم « إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شي إلا شانه» هذا التوجيه النبوي الذي يجب ان نكون عليه كبشر لأن الرفق غريزة غرسها الله في خلقه، ولكن هذه الغريزة نزعت من قلوب بعض البشر فباتوا يتعاملون مع من حولهم بكل قسوة وجبروت ولا إنسانية، وقد ينحدر بعضهم انحدارا شديدا في طبيعته إلى القتل والبطش بأقسى أنواعه من خلال قيامه بعمليات إرهابية قبيحة تنزله لأسفل السافلين.
نندهش عندما يتخلى إنسان طبيعي عن إنسانيته ويقدم على قتل إنسان عمدا أو خطأ، فكيف إذا أقدم منفردا آو مع أحد من أمثاله بقتل عدد كبير من المستأمنين بالله في بيت من بيوته يدخلون عليهم وقد تجردوا من كامل إنسانيتهم بالعبث في بيت الله وترويع الآمنين بكل قسوة ووحشية لم يردعهم وجود طفل صغير او شيخ مسن؛ فقط تدفعهم أجندة غبية تجردت من إنسانيتها بكل جبروت فمهما كانت المبررات والحجج التي يقدمونها وهي دافعهم لتنفيذ مثل هذه الأعمال الجبانة لا يعطيهم الحق في قتل نفس عصمها الله سبحانه وتعالى بقوله «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق» فكيف يعطون انفسهم الحق لقتل أكثر من شخص آمن في بيت من بيوت الله؛ إنسان يناجي ربه تجرد من كل هموم الدنيا ليكون مع الله فتأتي هذه الشرذمة فتؤذيه في هذه الروحانية مع الله.
والمؤسف أن هذه القسوة والخسة تأتي من أشخاص عاشوا وأكلوا وشربوا من نفس الوطن.
فما حدث في سيناء هو قمة القسوة التي لا يمكن ان يتصف بها إنسان طبيعي؛ وإنما هي صفة لشخص ملأ الحقد قلبة وعقله فلم يسال نفسه قبل إقدامه على هذه العملية الخسيسة كم سيرمل من إمرة وييتم من طفل ويقتل من شاب كان يأمل في حياة كريمة يعيشها لم يفكر في شيء غير أجندته الغبية التي جعلته ينكر كل ما حوله ويتفرغ فقط لقتل الآمنين وترويعهم معتقدا أنه بعمله هذا يكون قد كسب دنياه وآخرته ناسيا او متناسيا قول الله تعالى ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) .