الفراق الصعب
كثير من الأشخاص يمرون عليك في حياتك، تعرفهم ويعرفونك، يتركون بصمة لهم ترفعهم في نظرك أو يمرون مرور الكرام عليك.
أخونا عبدالعظيم آل إسماعيل الذي يحب أن نسميه «أبا مصطفى» من الأشخاص الذين لا بد أن تحترم وتحب التعرف عليه، لأنه يأسرك بابتسامته الدائمة التي لا أراها تفارق وجهه، وهي مفتاح دخوله لقلوب كثير ممن يمر بهم.
عام ١٤٢٦ كانت بداية معرفتي به، لم أعرف أنه قد أثار مشكلة أو دخل في نزاع مع أحد، تجده حيث تريده. لم أسمعه يقول كلمة «لا» عندما يطلب منه القيام بأي عمل أو مهمة خاصة.
كان يحمل كاميراته التي ترافقه دائما، فقد أخلص لها ولعمله، كان ينطلق بكل سرور فلا تفقده في أي مكان تقام فيه فعالية للجامعة، عينه دائما على العدسة يصور كل لحظة، لا تفوته شاردة ولا وارده في المناسبة.
في 16/7/1426 عُين في الجامعة قادما من محافظة صفوى، إحدى محافظات المنطقة الشرقية، حضر لأبها تاركا أسرته خلفه ليعيش بيننا وحيدا، على أمل أن ينتقل إليهم يوما ما، ورغم المحاولات المستميتة ليتم نقله ليعيش مع أهله فإنه أطال المقام في أبها وكأنها لا ترغب أن يتركها. ورغم تمسكنا به فإننا حاولنا معه كثيرا أن يتم نقله وسعينا معا ولكن دون جدوى.
في السنة الأخيرة استطاع أن يغادرنا معارا لتعليم المنطقة الشرقية، لم يغب عنا يوما واحدا، في كل صباح تصل رسالة منه حتى أصبح اليوم الذي لا تصل هذه الرسالة نعتقد أنه قد حصل له مكروه، وهو ما حدث قبل وفاته بأيام. فقدنا أخا عظيما في كل صفاته فاحشره يا الله مع أفضل خلقك.