سؤال للحياة.. إلى متى؟
إن الاستفادة من الفرص التي تتحقق لنا طوال حياتنا من ولادة طبيعية وتربية في أسرة متماسكة متحابة ودراسة في مدارس راقية والعيش في مجتمع حضاري يسعى لتطوير ساكنيه والوصول بهم لأرقى الأماكن وأعلى المناصب، من الأمور التي تشكل حياه سعيدة لكل فرد، وكثير منا، ولله الحمد، يملك هذه الفرصة وقد تهيأت له كل الأمور التي تجعله ينشأ بصورة طبيعية تساعده على الإبداع والنجاح؛ ولذلك فإنه يجب علينا أن نكون أهلا لهذه الفرص وأكثر استغلالا لها بما يحقق لنا العيش بصورة كريمة تحيطها المحبة والاحترام.
لابد من أن يسعى كل منا جاهدا لبناء نفسه من خلال الوقوف بحزم تجاه كل السلبيات التي تمر به، وللقضاء عليها وتحويلها لطاقة إيجابية تخدم مصالحه. ومن أهم الخطوات التي يجب على كل إنسان يحارب هذه السلبيات، أن يضع سؤالا عريضا لا يغيب عن باله وهو «إلى متى؟»، فكلما دخل في متاهة أو مشكلة سلبية تؤثر في حياته فإنه يسارع لسؤال نفسه: إلى متى؟ أنا هنا لماذا لا أخطو خطوة للأمام وأخرج إلى آفاق أرحب وحلول أسرع؟
يجب ألا نستسلم للمواقف التي تعترضنا وتعوق تقدمنا لنعيش حياة ناجحة، فالإنسان عندما يقدم على خطوة تحدد مصيره ومستقبله فإنه يشعر بالخوف منها وتتسارع إليه الأفكار السلبية التي تدمره وتقوده إلى الفشل من أوسع أبوابه.
يجب أن يغير الشخص مفهومه للدراسة فهي لا تقوده للحصول على عمل مرموق يحقق له الاكتفاء في حياته، وعلى كل طالب أن يؤمن بأن التعليم هو سبيله الوحيد الذي يوصله إلى أن يكون شخصا عظيما في مجاله؛ ولذلك يجب أن تكون دراسته من مراحلها الأولى إلى لمتقدمة مبنية على أسس صحيحة شعارها التفوق والنجاح، وأن يكون التعليم هو بداية البحث الحقيقي لكل إنسان عن حياته الحقيقية، حتى يكتشف نفسه.