شاحنة النفايات
في مقطع توعوي على تويتر، سائق سيارة أجرة اختلف مع سائق آخر في الشارع، فنزل الأخير من سيارته ليشتم خصمه ويسخر من شكله، فلم يقدم سوى الابتسامة والتلويح له بيده معتذرا، لكن الراكب معه عاتبه بسبب موقفه وعدم رده على هذا السائق ولم يوقفه عند حده ولا يجعله يتجرأ عليه ولكنه رد عليه بأنك في الحياة اليومية ستواجه العديد من الأشخاص الذين يخرجون من منزلهم صباح كل يوم وهم يشبهون سيارات النفايات محملين بالانفعالات والإحباطات، وهم بذلك يحتاجون إلى مكان ليفرغوا فيه هذه الحمولة من الانفعالات والإحباطات التي في نفوسهم، ويكون حظك قد قادك إليهم؛ لذلك يجب أن تراعي ذلك ويجب عليك أن تلوح لهم بيدك مبتسما حتى ينصرفوا عنك، ثم حذره بأن لا يرمي هذه الانفعالات على زملاء العمل أو في الشارع أو على أفراد الأسرة.
ونصحه بأن يواجه ويتعامل مع كل من يواجهه بكل لطف، لأن الحياة تعتمد على 10%، مما تفعله أنت والـ 90% المتبقية في الحياة تعتمد على كيفية تعاطيك مع الظروف.
والمتأمل لما نصادفه كل يوم في شوارعنا من بعض السائقين والتصرفات التي يقومون بها تجاهنا أو تجاه غيرنا هي نتيجة للكثير من الضغوط التي يمرون بها وتجعلهم غير متزنين، وغير قادرين على السيطرة على نفوسهم؛ لذلك يجب أن «تلتمس لأخيك سبعين عذرا».
ولا تجعل الشارع مكانا لنشر هذه الانفعالات والإحباطات التي يجب أن تسيطر عليها حتى لا تقودك لمصير لا تتمناه لنفسك أو لغيرك، فكم من شخص خسر حياته ومستقبله من أجل عناده ومقابلة هذه الإحباطات والانفعالات بشكل مباشر. تذكر قوله صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه أخيك صدقة».